لحن المطر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

لحن المطر


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تكملة رحلةامرأة مع الغروب

اذهب الى الأسفل 
+2
لحن المطر(1)
&&أسيرة&الحب
6 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
&&أسيرة&الحب
مشرفة قسم الأغاني
مشرفة قسم الأغاني
&&أسيرة&الحب


عدد الرسائل : 1639
العمر : 29
الدولة : تكملة رحلةامرأة مع الغروب SyriaC
تاريخ التسجيل : 12/09/2008

تكملة رحلةامرأة مع الغروب Empty
مُساهمةموضوع: تكملة رحلةامرأة مع الغروب   تكملة رحلةامرأة مع الغروب I_icon_minitimeالجمعة سبتمبر 19, 2008 12:05 pm

الفصل الثاني

حينما حملت الأمومة لأضعها في الحقيبة تبين لي بأنها كانت راقدة بكامل ثقلها على الجسد الذي بات في حالة يرثى لها.. أنظر إليه بذهول .. لا أكاد أصدق بأنه جسدي .. أتمعن فيه .. يا للمسكين .. كما كان فيما مضى فتيا ناعما متماسكا .. أين هو مما كان عليه حاله !! غير أنني أتنهد بارتياح، فلو كان للجسد عينان يبصر بهما وعقل مثلي .. لأصيب بانهيار عصبي لمجرد رؤية نفسه بالمرآة .. وفي هذه الحال سيحقد علي وربما سيحاول الانتقام مني.

ترى لم أهملت رعايته ولم أعتن به كما يجب .. كيف أبرر تلك الشحوم والترهلات التي لم تكن تمت له بصلة. نعم علي أن أعترف بأنني تجاهلت وجوده لزمن طويل .. ولكن ليس بدافع الكسل أو عشق الطعام.

لست أنا المسؤولة الوحيدة عما أصابه .. بل هناك متهمون آخرون يشاركونني المسؤولية.

الأمومة .. هي المسؤولة الأولى عما حدث . لقد بذلت جهدي على الدوام في ممارسة الرياضة لاعادته إلى سابق عهده.

العمل .. متهم آخر. ماذا عن الساعات الطويلة التي أقضيها يوميا بين أربعة جدران، هل كان لي أي خيار في تركه.

الأزمات .. التي كانت في كثير من الأحيان أشبه بالصدمات الكهربائية والتي كانت تصيبني بحالة من الجمود والعجز لزمن طويل، مما كان يدفعني إلى نوبات من الشراهة والنهم أحاول من خلالها تهدئة انفعالاتي التي كانت تفوق مقدرتي على استيعابها في حينها.

آخذ رشفة من القهوة ثم أخرى ثم أخرى..

بإيجاز أنا الوحيدة التي تقف في قفص الاتهام وعلي أن أواجه المسؤولية بمفردي. نعم لا بد أن أصطحبه معي.. لا يمكنني التخلي عنه بعد أن خبا تألقه. أضعه بعناية وتأن إلى جانب الأمومة بعد أن آخذ عهدا على نفسي بتكريس المزيد من الجهد والوقت له أسوة ببقية التزاماتي.

الفصل الثالث

ما زال الكثير أمامي .. أمسك بصندوق خشبي صغير وقديم .. أحاول فتحه .. أتذكر بأنني قد أقفلته منذ عهد بعيد .. أين المفتاح ..أنبش في طيات الذاكرة .. أعثر عليه أخيرا .. ترتعش يدي وأنا أحاول ولوج الماضي .. أتردد .. ما الذي سيحدث لو أنني تخلصت من الصندوق .. سأرميه في البحر .. انه أمر خاص بي أولا وأخير .. ولي وحدي الحق في التصرف فيه .. كما أن وجوده معي -حتى لو أخفيته عن ناظري- سيذكرني دوما بما مضى.

أخرج إلى الشرفة .. أتنسم الهواء .. البحر غير بعيد عني هل أذهب .. حيرة تتملكني .. أنصت لأعماقي تحادثني بغضب "ألم تعلمك التجارب بعد بأنه لا أمل في الغد لمن بتر ماضيه من وجوده" .. أطرق برأسي موافقة .. نعم دوما هناك من يتدخل في اتخاذ قراراتي.

أفتح الصندوق .. أخرج طفولتي .. لا شيء يميزها سوى بذور الحزن التي بدأت تجد تربة خصبة لها في حياة عائلية تميز في تربيتها بين الولد والبنت. فرح العائلة يتمحور على الدوام حول إنجازات الولد. أما البنت فتعيش في الظل. إن تفوقت فالأمر حسن، ولكن إن كان التفوق من نصيب الولد أقيمت الأفراح والليالي الملاح. تلك الظلال جعلت الحزن صديقي .. والوحدة أنيسي .. والطبيعة مكمن أسراري أما حواري فكان مع الكتابة التي ماأكاد أخطها على الورق حتى أمزقها خوفا من التلصص على أفكاري.

ونتيجة للحدود الضيقة من المعرفة التي عشت فيها خلال مرحلة تبرعم أنوثتي ونضجي .. بدأت وحدتي تتعملق دون قدرة مني على فهمها، حتى تحولت في داخلي إلى كائن آخر ينافسني في وجودي .. حياتي معه كانت صراعا دائما فيما بيننا .. تساؤلاته المستمرة التي كنت أعجز عن الإجابة عليها، تجعله يغضب مني، مما يسبب لي الإحباط وفقدان الثقة في النفس ومن ثم الاكتئاب .. كان كابوسا مريعا يجعلني في حالة عجز تام عن التواصل مع المحيط .. لم يكن ينقذني منه سوى النوم الذي كان بمثابة مخدر للألم .. لم أكن أجرؤ على طرح تساؤلاتي على المحيط من حولي فعالمي الداخلي كان يصطدم على الدوام مع العالم الخارجي الذي كان اهتمامه ينحصر بالسطح دون أي مؤشر لبعد آخر.

كنت أظن بأنني الوحيدة التي تتعايش مع كائن آخر في داخلها .. بت أحسد الصديقات وأخوتي كونهم قادرين على العيش بكائن واحد فقط .. حتى خلال نومي لم أكن أستطيع التحرر منه فهو على الدوام يسأل ويسأل ويسأل ولا يهدأ.

كانت مرحلة مرهقة ومؤلمة للذهن وللروح معا، بل أشد من مؤلمة.. أما كيف تجاوزتها فذلك بانفتاحي على الحياة من خلال تواصلي مع العديدين ممن هم في عمري لدى التحاقي بالدراسة العليا. التقيت بنماذج عديدة من الشبان والشابات ممن كانت حياتهم تمد جذورها عميقا في أرض الواقع .. عثرت من خلالهم على إجابات أزالت حيرتي وأدخلتني في مرحلة التصالح مع نفسي .. ذلك الصلح كلفني الكثير.. فكل خطوة اجتزتها باتجاه توحيد نفسي كانت تعمق الهوة بيني وبين أهلي .. حتى بات بيني وبينهم شرخ هائل من الغربة.. تجسد لديهم بالغضب والقسوة ولدي بالنفور والرغبة الملحة في الهروب من عالمهم .. هربت وفي داخلي إيمان طفولي بمقدرة الزمن على إلغاء تلك المسافة . محبة نقية أصيلة في داخلي لهم، غير أنهم رفضوا اختلافي ونبذوا عقلي ووجودي. الاختلاف في نظرهم خطر لا أدري من يهدد، ولم الاختلاف يثير بغضهم وسخطهم حتى النهاية دون أي صك للغفران.

وهنا تبرز أمامي التضحية كنصل دام.. أنظر إليها بخوف.. نعم أنا أؤمن بالتضحية ولكن بمفهوم آخر مجرد من الخنوع والاستسلام فان كانت التضحية ستؤدي إلى موتي وأنا حية إرضاء لرغبات الآخرين، فذلك دون مقدرتي على تمثلها. فأي استسلام لي يعني على الفور انبعاث الكائن الآخر من جديد في داخلي .. مما سيجعلني أعيش في جحيم لا بد أن ينتهي بمأساة جنون أو مرض عصاب. أمسك بالمفتاح وأغلق الصندوق وأضعه في الحقيبة.
الفصل الرابع

أحتاج إلى فترة استراحة .. الجو خانق .. لا بد أن أتوقف .. أخرج من الغرفة أسير في الممر الجبلي .. الشمس عاموديه والحر شديد إلا أن النسيم لا يزال منعشا .. احتمي بظلال الأشجار .. أجلس على حجر منبسط وأسند ظهري على جذع شجرة .. أتأمل أسرابا من الشبان والشابات .. تأسرني السعادة المشعة من عيونهم .. تلك الضحكات التي كدت أنسى جرسها .. ذلك المرح الربيعي الذي يغتال الحزن.

كم هي جميلة الحياة لو أننا لا نحملها فوق طاقتها.

رويدا رويدا تبرأ روحي وأسترد نشاطي. أعود من حيث أتيت وقد بدأت الشمس تغيب عن مساحات الغرفة .. أشرب كوبا من الماء .. أغلي فنجانا آخر من القهوة .. وتبدأ الجلسة.

أبحث عن شيء مبهج .. أنبش الأشياء .. آه هاهو الحب .. لا الحب دوما ملتحما بالحزن .. العشق، هذا ما أريده. أدنو بكرسي قليلا إلى الأمام. ابتسم ابتسامة واسعة .. بالتأكيد سأصطحبه معي حتى النهاية. هو ذخيرتي في الليالي الموحشة حينما أواجه الوحدة في المراحل الأخيرة من العمر. حينها ما علي سوى عرض شريط الذكريات، لأعيش من جديد جمال تلك الأيام، والتي نجحت الرقابة الداخلية في قص كل ما هو غير مسموح به من مشاهد حزن تكدر تلك الذكرى. مما جعل مدة الشريط تختزل خمسة عشر سنة إلى سنة واحدة، وبالتالي فان ذلك سيحررني من مساحة حمل الفائض..

لم أدرك معنى العشق وما الفارق بينه وبين الحب إلا بعد زمن طويل .. الحب شيء والعشق شيء آخر .. أن تعشق إنسانا لا يعني أنك تحبه .. أو ربما تحبه في بعض جوانبه غير أنك تأبى أن تربط مصيرك بهذا الإنسان .. أي أنك تعشق بعض الجوانب فيه .. وترفض في الوقت نفسه العديد من صفاته التي لا يمكن أن تتقبل وجودها في حياتك ..

العشق صورة للتناقض.. حينما تتلهف للقاء هذا الإنسان والتواصل معه غير انك في أعماقك تدرك بأنك تأبى أن يرتبط مصيرك به .. العشق مثل كازانوفا .. شهب يومض على حين غرة ثم سرعان ما يخبو ويتلاشى من القلب.

أعود إلى الحب .. ترى ما الذي يعنيه لي الحب الآن وكيف أراه؟ نظريتي الحالية في الحب التي كونتها من زخم تجاربي وتجارب الآخرين من حولي، تقول بأنه جزء لا يتجزأ .. وبمعنى أوضح، الحب غير قابل للقسمة .. وبمعنى أكثر واقعية أن للحب نبعا واحدا في كل إنسان إما أن يوجد كل الحب في داخله أو لا يوجد.

أما كيف فتلك هي فلسفتي التي يمكن أن أطلق عليها "فلسفتي أنا والأربعين ...." إذ ربما تتغير حينما أصل إلى الثمانين إن مد الله بعمري. الحب هو مقدرة على العطاء .. ولا يمكن لإنسان أن يحب حبا حقيقيا، إن لم يكن يملك في داخله ذلك النبع .. ومثال على ذلك، الأم فهي عاجزة عن حب أبنائها إن لم تكن تحب أحدا سواهم. وكذلك الرجل لا يمكن أن يحب محبوبته أو زوجته إن لم يكن محبا لوالدته أو أخته أو صديقه سخيا في عواطفه نحوهما. ولا يمكن لرجل أو امرأة مغرقين في الأنانية والمادية أن ينجحا في الاحتفاظ بمن يحبون قريبا منهما.. ومن أروع مآثر الحب عدم التملك .

وأخيرا فالحب شعلة.

ولتبقى تلك الشعلة مشعة تحتاج إلى وقود.. والوقود يكمن في التقدير والمنح والتسامح .. وان امسك عنها زادها خبا تأججها ثم أخمد مع مضي الزمن، ولكن ليشتعل في مكان وظروف أخرى .. ومن هنا يلتحم الحب بالحزن حينما يقابل بالنكران عند أول إعصار أو أزمة يواجهها.

أضع الحب في الحقيبة إلى جانب العشق بعناية وحنو.

أضحك دون إرادة مني ها هي العاطفة تتدخل وتصر على حمل العشق معي دون حاجة له غير أنها تحاججني ومتى انحصر العشق في الكائن الآخر ماذا عن عشق الطبيعة واللحن والكلمة والألوان .. أضحك مجددا واستسلم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
لحن المطر(1)
المدير العام
المدير العام
لحن المطر(1)


عدد الرسائل : 1804
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : 15/08/2008

تكملة رحلةامرأة مع الغروب Empty
مُساهمةموضوع: رد: تكملة رحلةامرأة مع الغروب   تكملة رحلةامرأة مع الغروب I_icon_minitimeالخميس فبراير 19, 2009 11:15 am

حلو مشكورة كتيرر

لا حرمانك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://l7n-almatar.ahlamontada.net
لحن الروح
لحن ماسي
لحن ماسي
لحن الروح


عدد الرسائل : 2426
الدولة : تكملة رحلةامرأة مع الغروب SyriaC
تاريخ التسجيل : 01/03/2009

تكملة رحلةامرأة مع الغروب Empty
مُساهمةموضوع: رد: تكملة رحلةامرأة مع الغروب   تكملة رحلةامرأة مع الغروب I_icon_minitimeالثلاثاء مارس 03, 2009 10:45 am

حلو كتير سلمت يداكي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المغامر
لحن ماسي
لحن ماسي
المغامر


عدد الرسائل : 3342
العمر : 31
الدولة : تكملة رحلةامرأة مع الغروب SyriaC
تاريخ التسجيل : 28/02/2009

تكملة رحلةامرأة مع الغروب Empty
مُساهمةموضوع: رد: تكملة رحلةامرأة مع الغروب   تكملة رحلةامرأة مع الغروب I_icon_minitimeالإثنين مارس 09, 2009 6:04 am

كتير حلو يسلم ايديك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ندى الشوق
مشرفة قسم القصص والروايات
مشرفة قسم القصص والروايات
ندى الشوق


عدد الرسائل : 742
العمر : 32
الدولة : تكملة رحلةامرأة مع الغروب SyriaC
تاريخ التسجيل : 11/08/2009

تكملة رحلةامرأة مع الغروب Empty
مُساهمةموضوع: رد: تكملة رحلةامرأة مع الغروب   تكملة رحلةامرأة مع الغروب I_icon_minitimeالأربعاء أغسطس 19, 2009 10:44 am

مشكورة على الموضوع الرائع
لا حرمانك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
لميس الحلوة
لحن ماسي
لحن ماسي
لميس الحلوة


عدد الرسائل : 1151
الدولة : تكملة رحلةامرأة مع الغروب SyriaC
تاريخ التسجيل : 31/08/2009

تكملة رحلةامرأة مع الغروب Empty
مُساهمةموضوع: رد: تكملة رحلةامرأة مع الغروب   تكملة رحلةامرأة مع الغروب I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 05, 2009 3:01 pm

مشكورة على الموضوع الرائع

ويعطيك الف عافية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تكملة رحلةامرأة مع الغروب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
لحن المطر :: قصص وروايات-
انتقل الى: