لحن المطر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

لحن المطر


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 رحلة امرأة مع الغروب

اذهب الى الأسفل 
+3
لحن المطر(1)
طوق الياسمين
&&أسيرة&الحب
7 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
&&أسيرة&الحب
مشرفة قسم الأغاني
مشرفة قسم الأغاني
&&أسيرة&الحب


عدد الرسائل : 1639
العمر : 29
الدولة : رحلة امرأة مع الغروب SyriaC
تاريخ التسجيل : 12/09/2008

رحلة امرأة مع الغروب Empty
مُساهمةموضوع: رحلة امرأة مع الغروب   رحلة امرأة مع الغروب I_icon_minitimeالجمعة سبتمبر 19, 2008 12:03 pm

رواية قصيرة بقلم الكاتبة رشا المالح

إجازة أخرى وسفر جديد إلى الطبيعة .. إلى إحدى بقاع الكون المنسية أحط الرحال.. في جزيرة شرق أوسطية لا زالت حضارتها تحتضن دفء الإنسان .. جغرافيتها، هضاب مرصودة بالشمس وسهول محمية بأسوار من الموج .أجلس على القمة في صباح اليوم التالي من وصولي .. في زاوية شرفة محاطة بإطار منخفض من أحجار برتقالية موشومة بلون أطلسي .. تطل على صخور موشحة بخضرة داكنة تفصلها عن المدى مساحات من المياه الزبرجدية .. من دون اكتفاء أعب من الهواء العليل.. صمت منغم بتغريد الطيور .. ..تصلني بدايات أشعة إشراقة الشمس .. أرى نفسي تتلاشى توشك على الانفلات من الجسد تكاد تحلق في تلك الأجواء.. غير أنني في اللحظة الأخيرة أتمكن من العودة .. علي أن أنجز مهمتي أولا قبل أن أنقاد للنداء

باختصار علي مواجهة كينونتي كـامرأة تطرق بوجل بوابة الأربعين وبيدها حقيبة حياتها. علي الآن في هذه المحطة أن أعد حقيبتي وأرتب احتياجاتي لرحلتي القادمة.

أنهض على مضض .. فالعين والقلب لم يرتويا بعد. أدخل غرفة الزمن أفاجأ بالمرآة قبالتي .. أحاول الهرب .. ولكن إلى متى ؟ ها أنا أتوقف أمامها (ابتسم) كم كان القمر سخيا لم يبخل علي بخيوطه الفضية طوال السنوات الماضية. غير أن شيئا آخر يشد اهتمامي ذلك الكرسي الخشبي المجدول بالقش المعكوس في المرآة كيف لم ألحظه من قبل. أذهب إليه أتأمله .. كان يشاركني جلستي دون أن أشعر بوجوده - ولم لا هناك أمور كثيرة في الحياة لا ندرك قيمتها إلا حين نفقدها- لا أدري لم أسرني حضوره، أشعر وأنا أمعن النظر فيه بغربة مفاجئة .. وكأن ذلك الكرسي بات في هنيهة وطني وتراثي. غير أني أغادره بإصرار.

أحمل حقيبتي الثقيلة وأضعها على طاولة الحاضر، أفتحها بهدوء وحذر. أجد الأشياء مختلطة في فوضى تدهشني .. الأمر ليس بالسهل وبحاجة إلى تركيز. مساحة الطاولة لا تكفي، من دون تردد أقلب محتويات الحقيبة على سرير وجودي. أجلس أمامها بعد أن أحضر الكرسي الخشبي من الشرفة. ها أنا أتأمل محتوياتها ولكن برهبة.

ترى من أين أبدأ .. ولمن الأولوية .. ما الذي علي أخذه معي؟ وما الذي علي تركه جانبا .. أحاول تصنيفها.. جميعها تبدو لي للوهلة الأولى مهمة .. أساسية لكينونتي .. أحاول أن أكون أكثر حزما مع نفسي .. ربما علي تصنيفها تبعا لمدى انتمائي لها .. أتردد.. يجب أن أركن عاطفتي جانبا. وأخيرا بعد تأمل وتفكير أهتدي إلى الوسيلة التي تريح أعماقي وتسهل مهمتي .. سأبدا بما يصادفني أو تلامسه يدي أو ذاكرتي.

أشعر ببعض الضيق بل بالخوف .. ربما علي أن أعد فنجانا من القهوة أولا .. أنقاد لرغبتي.. أعود بالفنجان وأجلس مستعدة للمواجهة.

الفصل الأول

ألامس في البداية أمومتي التي أجد بأنها تحتل المساحة الأكبر من الحقيبة. أتمعن فيها .. أتأملها .. عشرون عاما وهي تلازمني .. أشعر بعجز حيالها .. التخلي عنها غير وارد سيما وقد شغلت جزءا رئيسا من كياني .. ربما لكوني اعتدتها أو أدمنتها .. لا خيار أمامي .. يتوقف تفكيري للحظات .

أتساءل ترى من منا التي اختارت أنا أم هي .. لا أنا لم أتطلبها .. إنما أتت إلي هكذا .. لا أدري كيف .. بعفوية أو بالأصح بحكم مسار الطبيعة .. لم أكن في مرحلة وعي كافية لاتخاذ قرار كهذا.

سؤال آخر يطرح نفسه علي .. ما الذي تعنيه لي الأمومة !! ما الذي أضافته إلى حياتي .. هل كانت سمادا أخصب تربة وجودي أم أنها مجرد نباتا طفيليا امتص شبابي وحريتي .. لا أدري .. ربما هذه الأسئلة سابقة لأوانها واحتاج إلى عشرين عاما أخرى كي أتمكن من الإجابة عليها.


غير أن ذلك لا يكفي فأنا لست في نزهة فكرية .. أحاصر ذهني .. أغلق عليه منافذ التشتت.. يبدأ بالتركيز.. "يفلتر" من العقل ما يحتاجه دون مهادنة .. ينتقل إلى الاختزال .. ها أنا أرى الأمومة أمامي كصورة فوتوغرافية أخذت باللون الأبيض والأسود وتدرجات الرمادي.

المساحات البيضاء تعيدني إلى ذلك الشعور العذب الذي عشته مع كل ولادة، ومع اللحظات التي كنت إما أضم فيها وليدي إلى صدري أو أرضعه من حليبي وأنا غارقة في تأمل وجهه الملائكي. لازالت عيناي تدمعان حينما أستعيد تلك اللحظات ولازال قلبي ينبض بذلك الحب والحنين إلى المرحلة الأولى من الأمومة .. تجتاحني مساحات من الفرح النقي..

أنتقل إلى الرماديات حيث تتشابك الأمومة بالهموم والمسؤوليات في مراحل متتابعة حتى أضحت أشبه بشباك العنكبوت. تلك الأمومة التي ما إن يهادنها الزمن لوقت قصير حتى يكيل لها صفعة جديدة أكثر قساوة من التي سبقتها. وتتوالى الصدمات بتسارع مطرد مما يجعل الأمومة في حالة اختبار دائمة دون فسحة لالتقاط الأنفاس.. ذلك الصراع بين الأمومة والواقع .. والذي يبلغ أوجه حينما يدخل الأبناء مرحلة الاستقلال النفسي .. حينما تصدم الأم باختلاف أبنائها وانتمائهم لعوالم أخرى بعيدة كل البعد عنها .. مواقف تصيبها حينا بالذهول وحينا آخر بالغضب وأحيانا كثيرة بالإحباط ويلازمها لزمن يطول أو يقصر شعور بالفشل .. جميع تلك المشاعر تحمل في طياتها الخوف .. غير أن الحب الحقيقي والأمومة المجردة من أي أحاسيس طفيلية كحب التملك والأنانية تجعل الأم تتقبل أبناءها كما هم مما يولد لديها مشاعر جديدة من الغفران والصبر والتي تجلو روحها وتسمو بها إلى حب غير مشروط .. محبة الأبناء غير محكومة بفشلهم أو نجاحهم برضوخهم لها أو تمردهم ربما تلجم حبها إن رفضوه غير أنها أبدا لا تضن به متى احتاجوه .. باتت الأمومة في نظري كالنبع الذي يبدأ بفقدان السيطرة على الزمن ومن ثم يجري في جداول متشعبة من الجهد الفكري والمادي والبدني ليصب ماتبقى منه في النهاية في يم لا قرار له من الأعباء .. تلك المعاناة التي تحملها الأمومة وحدها برضا ومحبة.

أتنهد بألم .. ها أنا أصل إلى المساحات السوداء التي بدأت أعيشها وأدركها بوضوح شديد منذ بدأت ملامح الأبناء تفقد براءة الطفولة.. حينها فقط أدركت المعنى الحقيقي للأمومة .. تلك المسؤولية التي جعلتني أعيد حساباتي مع نفسي لأدرك أن الأمومة لا تعني أبدا فقط إرضاع الأم لطفلها وحضنه وهدهدته ومداعبته والسهر على مرضه أو متابعة دراسته .. بل هي بعد أعمق بكثير .. هي مسؤولية كاملة متكاملة اتجاه تكوين البناء الداخلي للأبناء وحمايتهم من ذلك العالم الخارجي الذي لا يرحم ..

الأمومة قوة فطرية مخزونة تتولد داخل المرأة لتتفجر في داخلها كبركان يحرق لهيبه أي خطر كان - وان كانت أمومتها - يمكن أن يهدد سلامة عالم أبنائها الذي تسعى دون وعي منها ليكون مثاليا على الدوام .. عالما تريدهم أن يعيشوا فيه رغم وعيها بعدم وجوده .. ذعر..هواجس .. أرق... كم تخيفني تلك المساحات الداكنة التي تلتهم بشراهة مفزعة براءة ونقاء العالم ..أورام قلق تنتشر في قلبي وعقلي .. قيود تكبل ذاتي .. خوف يئد طموحاتي .. إنها الوجه الآخر للأمومة والذي يجعلني على الدوام في حالة تحد دائمة معه لإبقاء ذاتي حية ولو في الحدود الدنيا.

عند هذا الحد أقف .. هذا يكفي .. القرار واضح لن أجرؤ على الإنجاب من جديد مادام السواد يجتاح المساحات وما علي الآن إلا أن أقنع بما لدي وأخذه معي عن طيب خاطر.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
طوق الياسمين
لحن ماسي
لحن ماسي
طوق الياسمين


عدد الرسائل : 676
العمر : 29
رقم العضوية : 11
الدولة : رحلة امرأة مع الغروب SyriaC
تاريخ التسجيل : 06/09/2008

رحلة امرأة مع الغروب Empty
مُساهمةموضوع: رد: رحلة امرأة مع الغروب   رحلة امرأة مع الغروب I_icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 23, 2008 4:01 am

شكرا يا حلوة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
&&أسيرة&الحب
مشرفة قسم الأغاني
مشرفة قسم الأغاني
&&أسيرة&الحب


عدد الرسائل : 1639
العمر : 29
الدولة : رحلة امرأة مع الغروب SyriaC
تاريخ التسجيل : 12/09/2008

رحلة امرأة مع الغروب Empty
مُساهمةموضوع: رد: رحلة امرأة مع الغروب   رحلة امرأة مع الغروب I_icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 24, 2008 12:28 pm

ميرسي على الرور الحلو
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
لحن المطر(1)
المدير العام
المدير العام
لحن المطر(1)


عدد الرسائل : 1804
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : 15/08/2008

رحلة امرأة مع الغروب Empty
مُساهمةموضوع: رد: رحلة امرأة مع الغروب   رحلة امرأة مع الغروب I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 27, 2008 1:07 am

الف شكر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://l7n-almatar.ahlamontada.net
&&أسيرة&الحب
مشرفة قسم الأغاني
مشرفة قسم الأغاني
&&أسيرة&الحب


عدد الرسائل : 1639
العمر : 29
الدولة : رحلة امرأة مع الغروب SyriaC
تاريخ التسجيل : 12/09/2008

رحلة امرأة مع الغروب Empty
مُساهمةموضوع: رد: رحلة امرأة مع الغروب   رحلة امرأة مع الغروب I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 09, 2008 6:43 am

شكرا على مرورك الحلو
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المغامر
لحن ماسي
لحن ماسي
المغامر


عدد الرسائل : 3342
العمر : 31
الدولة : رحلة امرأة مع الغروب SyriaC
تاريخ التسجيل : 28/02/2009

رحلة امرأة مع الغروب Empty
مُساهمةموضوع: رد: رحلة امرأة مع الغروب   رحلة امرأة مع الغروب I_icon_minitimeالسبت مارس 14, 2009 12:42 pm

شكرااااااا على موضوعك الحلو
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
لحن الروح
لحن ماسي
لحن ماسي
لحن الروح


عدد الرسائل : 2426
الدولة : رحلة امرأة مع الغروب SyriaC
تاريخ التسجيل : 01/03/2009

رحلة امرأة مع الغروب Empty
مُساهمةموضوع: رد: رحلة امرأة مع الغروب   رحلة امرأة مع الغروب I_icon_minitimeالخميس أبريل 02, 2009 5:25 am

موضوع ولا أحلى من هيك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ندى الشوق
مشرفة قسم القصص والروايات
مشرفة قسم القصص والروايات
ندى الشوق


عدد الرسائل : 742
العمر : 32
الدولة : رحلة امرأة مع الغروب SyriaC
تاريخ التسجيل : 11/08/2009

رحلة امرأة مع الغروب Empty
مُساهمةموضوع: رد: رحلة امرأة مع الغروب   رحلة امرأة مع الغروب I_icon_minitimeالأربعاء أغسطس 26, 2009 4:56 am

مشكورة على الموضوع الحلو
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
لميس الحلوة
لحن ماسي
لحن ماسي
لميس الحلوة


عدد الرسائل : 1151
الدولة : رحلة امرأة مع الغروب SyriaC
تاريخ التسجيل : 31/08/2009

رحلة امرأة مع الغروب Empty
مُساهمةموضوع: رد: رحلة امرأة مع الغروب   رحلة امرأة مع الغروب I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 05, 2009 12:18 pm

مشكوررة على الموضوع الحلو
تسلم ايديكي

بنتظار جديدك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رحلة امرأة مع الغروب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
لحن المطر :: قصص وروايات-
انتقل الى: