قوة الحنكه
كان لدى الخلاوي بندقية من نوع ( الفتيل ) عزيزه عليه ، ألفتها عينه ويده ،ولمّا شعر بالثقل ،
وتدانت خطاه ، أحب أن يودعها ( دحلا ) من دحول الصمان يقال له : ( أبو مروه ) ضنا منه بها ،
ومحبة في أن يهتدي أبنه إليها ، بالوصف وامتحان المعرفه ... وإن لم يهتد إليها فأولى بها
أن تفنى في دحلها من أن يحملها غيره أو أن يحملها أبن ليس في الحذق والذكاء وتسديد الرمايه
كأبيه ، فقال واصفا معميا في بيتين هما :
عن طلحة الجودي تواقيم روحه عليها شمّالي النسور يغيب
وعنها مهب الهيف رجم وفيضه وحروري إن كان الدليل نجيب
ولمّا كبر ولده وبلغ مبلغ الرجال أخبرته أمه بوصف أبيه ، فعمد إليه واستخرج البندقيه منه ، وأدار
نظره وفكره حول الدحل فوجد هنالك قريبا من فم الدحل مروة – كتله حجريه صلبه بيضاء من الأمعز
الصّوان – فقال :
لو وصف والدي هذا الدحل بهذه المروة لكان وصفا منطبقا تماما.. فلو قال:
وترى دليل مروة فوق جاله خيمة شريف في مراح عزيب
فكانت العصا من العصيّه ، والشبل من ذاك الأسد